دراسة إسرائيلية: نازحو الشمال مهمَلون.. 74% منهم لن يعودوا من دون حلٍّ أمني

منذ 1 أسبوع 3 يوم 4 س 43 د 29 ث / الكاتب houssein choker

نشر موقع "غلوبس" الإسرائيلي دراسة شملت 340 من مستوطني الحدود الشمالية النازحين، بهدف تقييم تأثير الإجلاء عليهم بعد شهورٍ من المعركة الدائرة على جبهة الشمال. وترسم نتائج الدراسة "صورة قاسية" لمجموعات تعاني من أزمة الشعور بالإهمال من جانب "إسرائيل" وصراعٌ لإعادة الحياة إلى مسارها، وفق الموقع.

وتقول البروفيسور ميراف أهرون - غوتمان، التي تترأس مجموعة الدراسة، إنّ "الحكومة والجيش لم يعملوا وفقاً للطريقة التي رسموها، هم لم يعملوا على إحراز حل"، مشيرةً إلى أنّ "سكان المستوطنات الحدودية، حراس الزراعة، الطبيعة، الحدود، شعروا أنّ الإجلاء دمر الطباع الأساسية لحياتهم".

بالنسبة للبروفيسور الإسرائيلية، هناك مسألة واحدة تبرز أكثر من غيرها، وهي مجال التعليم. خط الانكسار الذي تضعه وآخرون هو 1 أيلول/ سبتمبر. وتكمل موضحةً: "هو الشهر الذي يفترض بالأهالي أن يسجلوا فيه أولادهم في المدارس، وليس لديهم فكرة أين يسجلونهم. الكثير من النازحين لم يستكملوا مسار دراستهم في المدارس".

وأشارت إلى أنّ "الأولاد، الذين هم أيضاً خريجو جيل الكورونا، لا يعتقدون أنّ هناك نهوض للفكرة المسماة مدرسة"، مضيفةً: "ليس لدى الأولاد والشباب عادات دراسية، والثغرات آخذة بالاتساع".

"هزة دراماتيكية"

في الدراسة التي أجرتها البروفيسور أهرون - غوتمان، مع شركائها، البروفيسور رون كنت، الدكتور يرون يبلبرغ، غولن تمير وغيل رفيفو، تمّت دراسة واسعة وسط 340 مستطلَع نزحوا من بيوتهم. الدراسة، التي نُفذت في شباط/ فبراير، أربعة أشهر بعد الإخلاء، تُظهر مشاكل صعبة.

وأظهرت الدراسة أنّ أكثر من ثلث المستطلَعين قلقون من الوضع الأمني ومن الخدمات المفقودة في المنطقة، ولا ينصحون أولادهم بالعودة لبناء عائلتهم في الشمال.

ثمة نتيجة إضافية، وهي أنّ الإخلاء باغت مستوطني الشمال تماماً. 77% من المجيبين لم يخطر في بالهم أبداً أنهم سيضطرون لمغادرة بيوتهم، و91% لم يقدّروا أنّ المسألة تتعلق بإخلاء يدوم طويلاً (أكثر من ثلاثة أشهر).

كما تكشف الدراسة الهزة الدراماتيكية في كل مجالات الحياة.

وفي ما يخص العمالة، 36% من المجيبين بقوا دون عمل، ونسبة لا بأس بها (34%) استمروا بالعمل عن بُعد مجبرين ومنتظرين العودة إلى مكان عملهم الأصلي. الدراسة تظهر توزعاً بين بطالة، إجازة من دون راتب، عمل جديد وكذلك عمل في نفس المؤسسة لكن في جغرافيا جديدة.

أما في مجال التعليم، فغالبية الأولاد يتعلمون في أطر وقتية في مراكز الإيواء، أكثر من 50% سجّلوا في أطر جديدة.

وبشأن الجانب النفسي والعائلي، فقد تضرّرت لدى ربع المجيبين (23%) منظومة العلاقات بالعائلة، الخُمس منهم بدأ علاجاً نفسياً وشهد تدهوراً في العادات (تدخين، كحول).

من هنا، فإنّ حالة الطوارئ تعمّق أزمات وصعوبات. الوقت يلعب دوره، وكلما مرّ الوقت، كلما زاد الاستنزاف النفسي، وفق الموقع الإسرائيلي.

شروط للعودة

ثمة فصلٌ إضافي في الدراسة يتناول شروطاً يضعها مستوطنو الشمال فيما يخص العودة إلى بيوتهم. 74% من المجيبين يشترطون عودتهم بحلٍّ أمني مستقر على شاكلة عملية عسكرية تبعد حزب الله عن الحدود اللبنانية أو على الأقل وجود عسكري دائم في المكان.

إلى جانب ذلك، فإنّ 55% يعتقدون أنّ حرباً شاملة فقط ستؤدي إلى تغيير الوضع. 

وبالنسبة للمستقبل، 73% من المستطلَعين يقدّرون أنّ عدد مستوطني المنطقة سيقل، وفقط 32% متأكدون أنّ الأزمة ستمر والأمور ستعود إلى سابق عهدها. وقسمٌ كبير لا يعتمد على "الدولة" وعلى السلطات التي ستبذل قصارى جهدها لتأمين عودة سريعة (63%).

وبحسب كلام أهرون - غوتمان، فمن من أجل إعادة المستوطنين مطلوب عمل واسع وشامل كان يجب البدء فيه قبل أشهر. "إذا تابعنا الأساليب التي تعالج بها الحكومة خطة الشمال، نرى أنها فشلت في مهمتها"، تؤكد البروفيسور.

ويقترح التقرير النظر إلى الحرب كـ"حدثٍ مقطع للأوصال"، يمكن بواسطته تدمير الأحياء القديمة التي الأبنية فيها غير محصنة في حالة صيانة منخفضة، وبناء أحياء جيدة تؤكد على النوعيات المناطقية.